الاتحاد الأوروبي وعلاقته المثمرة مع الأردن - شراكة مستمرة حقيقية في قطاع الطاقة ترتكز على 3 محاور رئيسية:

- استمرار الأردن بالعمل ضمن شبكات حوض البحر الأبيض المتوسط الفنية والتنظيمية لقطاع الطاقة.

- التعاون في مجال الطاقة الخضراء، من طاقة متجددة وترشيد لاستهلاك الطاقة.

- التعاون في مجالات الأمن والسلامة النووية، حيث بات الاتحاد الأوروبي لا يشجعها ويعمل على الخروج التدريجي منها.

 

- خاص جوردان لاند - عمان

يتمتع الاتحاد الأوروبي والمملكة الأردنية الهاشمية بعلاقة شراكة مستمرة حقيقية تمتد لعشرات السنين في قطاع الطاقة، حيث شارك الاردن بنشاطات ومشاريع الطاقة لحوض البحر الابيض المتوسط وأوروبا منذ ثمانينيات القرن الماضي.

وفي منتصف تسعينيات القرن الماضي، وبعد إطلاق عملية برشلونة من قبل الاتحاد الأوروبي، تم تحديد أوضح لإطار التعاون مع دول جوار أوروبا ومنها حوض البحر الأبيض المتوسط وشرق أوروبا، وتم إبراز مجالات التعاون في القطاعات التنموية،وعلى رأسها قطاع الطاقة، واقتراح عمل شبكات حقيقية للتعاون المثمر في هذا المجال.

- اتفاقية شراكة في قطاع الطاقة منذ عام 2007

لتعزيز هذه الشراكة، وبعد التوقيع على اتفاقيات الشراكة مع مختلف دول المنطقة في بداية القرن الحالي، قام الاتحاد الأوروبي والأردن بتوقيع اتفاقية شراكة في قطاع الطاقة عام 2007، ضمن المؤتمرالوزاريلحوض المتوسط للطاقة في شرم الشيخ، لتعزيز مجالات التعاون في ثلاثة محاوررئيسية:

- استمرار الأردن بالعمل ضمن شبكات حوض البحر الأبيض المتوسط الفنية والتنظيمية لقطاع الطاقة.

- التعاون في مجال الطاقة الخضراء، من طاقة متجددة وترشيد لاستهلاك الطاقة.

- التعاون في مجالات الأمن والسلامة النووية.

حيث يؤكد الاتحاد الأوروبي على هذه المحاور في مختلف القطاعات التنموية والاقتصادية، وليس بالضرورة لتوليد الطاقة من هذا المصدر، والتي بات الاتحاد الأوروبي لا يشجعها ويعمل على الخروج التدريجي منها.

وانطلاقاً من هذه الاتفاقية، بدأ الاتحاد الأوروبي والأردن بالتخطيط للتعاون في مجال الطاقة وبشكل وثيق، ضمن أجندة التعاون الثنائي، وبدأ أول برنامج في هذاالإطار عام 2010 ضمن خطة عمل 2007-2010، تلاه البرنامج الثاني عام 2012، ضمن خطة عمل 2011-2014، ومن ثم البرنامج الثالث عام 2016، ضمن خطة عمل 2015-2017.

 

- تركيز على قطاع الطاقة الخضراء

وقد ركزت البرامج الثلاثة على قطاع الطاقة الخضراء، حيث عمل البرنامح الأول، وقيمته 14 مليون يورو، على تعزيز قدرات الأردن في مجال طاقة الرياح والطاقة الشمسية المركزة، وبناء محطة الرياح في الفجيج (قرب الطفيلة) بقدرة 1.65ميجاواط، إضافة لإنشاء مختبرات لهذا النوع من الطاقة في نفس الموقع بالتعاون مع المركز الوطني لبحوث الطاقة التابعللجمعية العلمية الملكية.

أما البرنامج الثاني، فقد عمل على دعم خطة التحول في قطاع الطاقة بالتركيز على الاعتماد على مصادر محلية من الطاقة وعلى رأسها الطاقة الخضراء، حيث قام البرنامج، وقيمته 40 مليون يورو، بالمساهمة في تحقيق جزء من أهداف الأردن للطاقة الخضراء، من خلال دعم المؤسسات العاملة في هذا المحال فنياً، وإنشاء آليات وخطط داعمة لهذا التوجه في مؤسسات محلية مثل، وزارة الطاقة، وزارة الأشغال، هيئة تنظيم قطاع الطاقة، المركز الوطني لبحوث الطاقة، المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا وغيرها.

كما قام هذا البرنامج بإطلاق حزمة من المشاريع الريادية، وعددها تسعة، لتعزيز تطبيقات الطاقة الخضراء في عدة مجالات منها، المدارس، ودور العبادة، والمستشفيات، ومنازل المناطق المستقطبة للاجئين،والمباني العامة، والحلول الخلاّقة لتحلية المياه بالطاقة الشمسية، وتخضير المناطق الصحراوية وغيرها.

بينما يعمل البرنامج الثالث الذي بدأ عام 2016 على استكمال نشاطات البرنامج الثاني الإستراتيجية بالتركيز على تحفيز الدور الحكومي لتحقيق أهداف استراتيجية الطاقة نحو عام 2020 وعام 2025، من خلال العمل مع مؤسسات رسمية مختلفة مثل، وزارة الطاقة، ووزارة الأشغال، وصندوق الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، وهيئة تنظيم قطاع الطاقة، والمركز الوطني لبحوث الطاقة/ الجمعية العلمية الملكية، إضافة لمؤسسات رسمية تدير قطاعات رئيسية متأثرة بملف الطاقة مثل، وزارة النقل، ووزارة البيئة، ووزارة البلديات، ومؤسسة المواصفات والمقاييس وغيرها.

كما يساهم البرنامج الثالث بتحقيق أهداف إستراتيجية قطاع الطاقة مثل، دعم برنامج السخانات الشمسية في المنازل (20000 سخان)، وتوفير مصادر كهرباء شمسية للمنازل في المناطق النائية (1000 نظام)، ودعم قطاع الزراعة (300 وحدة شمسية لضخ المياه)، والإنارة الموفرة للشوارع العامة، وتأهيل 5 – 10 مباني عامة بتطبيقات ترشيد إستهلاك الطاقة.

وأخيرا يقوم البرنامج الثالث، وبالتعاون مع بنك الإعمار الأوروبي، بدعم قطاعات حيوية هامة مثل، محطات ضخ المياه من خلال إدخال مصادر الطاقة الشمسية في خمسة محطات رئيسية في شمال ووسط المملكة لتخفيض كلفة الكهرباء على هذا القطاع، إضافة لعمل مشروع ريادي لتحويل النفايات إلى كهرباء من خلال إنتاج الغاز الحيوي في محطة تحويل نفايات رئيسية في أمانة عمان الكبرى، بالتركيز على مبادئ فصل النفايات وإعادة الاستخدام والتدوير وتحويل النفايات لمصادر طاقة.

 

- دعم بناء الخط الناقل الأخضر للطاقة المتجددة

إنطلاقاً من حرص الاتحاد الأوروبي على مساعدة الأردن في تحقيق خطط الطاقة الخضراء، قامت بعثة الاتحاد الأوروبي بالتشارك مع، بنك الاستثمار الأوروبي، ووكالة التنمية الفرنسية، بتقديم الدعم لشركة الكهرباء الوطنية لبناء الخط الناقل الأخضر للطاقة المتجددة، والذي يعمل على رفع قدرة شبكة الكهرباء الوطنية لاستيعاب مصادر الطاقة المتجددة الجديدة من شمس ورياح من مناطق جنوبي الأردن إلى وسط وشمال المملكة لتوفير مصادر كهربائية محلية جديدة، ودعم اعتماد الأردن على مصادره المحلية من الكهرباء.

 

- التعاون في مشاريع إقليمية

إلى جانب التعاون الأوروبي الأردني في مجال الطاقة، يشارك الأردن في مشاريع أوروبية إقليمية تعزز مفاهيم كفاءة استهلاك الطاقة وتطبيقات الطاقة الخضراء في المباني العامة والبلديات والمدارس وقطاعات تنموية مختلفة، وإدراج مبادئ الإنتاج والاستهلاك المستدام للصناعات بما فيها الطاقة الخضراء وغيرها من برامج مكملة للطاقة الخضراء، والتي تؤدي إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإيجاد فرص عمل ضمن الاقتصاد الأخضر وتخفيف الآثار السلبية على التغيير المناخي.

02-أيلول-2018 16:52 م

نبذة عن الكاتب